حب وخيانة - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


حب وخيانة
يارا – 05\03\2008

أضطر إلى السفر للالتحاق بدورة تعليمية، تاركا خلفه زوجة هادئة الطبع، صغيرة السن، أحبها وأحبته، وعاشا مسلسلا من الحب والتقارب يوما بعد يوم. فكان هو المبادر في حبه دائما، وهي طبعها الصمت فلا تصرّح عن مشاعرها.
كان في نهاية كل أسبوع يعود لزوجته فيأخذها من بيت أهلها عائدين إلى منزلهما. ولاحظ في إحدى المرات كثرة اتصالاتها، ولكن لا بأس، فهو يثق بها ويتابعها من بعيد؛ من باب الخوف عليها وحمايتها من الوقوع، لا سمح الله في المحظور.
قد أصبحت حريصة على هاتفها الجوال، والفاتورة ارتفعت. فهو يحول لها مبلغا شهريا بالإضافة إلى مرتب عملها، ولكن لا بأس فهي في غيابه تسكن مع أهلها والثقة بينهما موجودة.
في الآونة الأخيرة أصبحت تقفل جوالها عندما تنام، مع العلم أنها لم تفعل ذلك في السابق. هنا بدأ الشك يساور الزوج. كان يكثر الدعاء لإبعاد الأفكار الشيطانية تفكيره.
أما هي، فكلما خرج زوجها من المنزل، بدأ مسلسل مكالماتها، وهاتفها دائما في حاله انتظار.
مرة تظاهر بالنوم، وسمعها تتصل وتبادر بكلمة "حبيبي"!
في غفلة منها أخذ جوالها وقرأ كل رسائل الحب والغرام. ذهل من شدة الصدمة وعزم على المواجهة. دعاها إلى غرفة الجلوس وسألها:
هل سبق وأن قصرت معك بشيء؟
فأجابته: لا.
هل احتجت لنقود أو لشيء آخر ولم البيه؟
أجابت: لا.
حينها بادرت هي بسؤاله: ما الأمر؟
فأجاب أنا احبك، فلماذا تغازلين رجلا غريبا؟
لماذا فرّطتي بنفسك وبكرامتك؟ لماذا؟ لماذا؟! لم أتوقع يوما أن أقف هذا الموقف معك، وقد وهبتك قلبي ونفسي وكل ما أملك.
فاجأها الكلام فتغير لون وجهها...
قالت بصراحة فاجأته: إنه رفيق أخي. تعرفت عليه في إحدى السهرات. علاقتنا نوع من الصداقة، وأنوي الابتعاد عنه، فأنا أجاريه في الكلام ...
كاذبة. تجاريه في الكلام، وأنت من يتصل به ليل نهار، والفاتورة تشهد بذلك. صارحيني بالحقيقة، ربما عذرتك وسامحتك، وإلا أتصلت بأهلك...
قالت: هذه الحقيقة.
ثارت فيه كل مشاعر الغضب والغيرة، وأهتزت أركانه، فاتصل بأخيها طالباً منه أن يأتي حالا.
وصل أخوها.. فمسحت دموعها وصارت نظراتها قوية، كأنها صاحبة حق!
سأل أخوها: ما الأمر؟
أجاب الزوج: أختك على علاقة برفيق لك..
التفت أخوها إليها وهو يرتعد من هول الصدمة، فأجابته بنفس الرواية، وأضافت:
لقد كنت صغيرة وغصبت على الزواج.
فأجاب الأخ: تكذبين، لم يغصبك أحد.
قاطعه الزوج قائلاً: مغصوبة!
ثلاث سنوات.. ضيعت عمري وعمرك... الآن فهمت لماذا تصرين على عدم الإنجاب.
ذهبت لغرفتها وحضرت حقيبتها وخرجت.
قالت بنظرات قوية: أنا جاهزة.
فكر الزوج: ما هو سبب هذه القوة؟ أهو وجه آخر لها كانت تخفيه؟
..
أصبح الزوج في سباق مع الزمن. يريد أن ينهي الموضوع قبل سفره، فهاتف أخيها قائلا: لقد جهزت مبلغا من المال، واخبره بنيته في الانفصال. فكان رد الأخ: لا تتسرع سافر وبعد عودتك تتخذ القرار. فوافق طالباً مقابلة زوجته.
وعندما التقيا قال لها: أعلم أن ما حدث أمر عظيم، وخيانة لا تغتفر، لكن الله غفور رحيم، ووجب عليك الندم والتوبة ومحاسبه نفسك. فأجابت بأنها نادمة وتطلب السماح والعودة إليه.
فتغلبت عليه عاطفة الحب، وسامحها، طالبا منها إخباره بخفايا الموضوع. فالمنطق يقول أن حياته معها ستكون قائمة على الشك وعدم الثقة، إذا لم يبحثا الأسباب التي أدت إلى الخيانة.
قال لها: أنا زوجك وأقرب الناس إليك، وما صبري عليك إلى هذه اللحظة، إلا حماية لك من الوقوع في الهاوية. لقد كنت دائما زوجة صالحة، ووقفت معي في السراء والضراء.
بقيت صامتة كطبعها الصامت.. تركته في حيرة...
فكر في نفسه: لربما اعتقدت أني مغفل، وطيب القلب لدرجة السذاجة، ولن اكشفها. وربما لا تريد الخوض في التفاصيل لقساوة الحقيقة، فخافت أن لا أغفر لها.
فكر في الانفصال، ولكن: "ربما كانت صادقة. ربما أظلمها"..

ظنون وأفكار لا نهاية لها...

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا